مؤسس شجرة العائلة / صالح بن سليمان بن عبد الله

نبذه من حياته :

ولد في مدينة بريده عام 1333هجري تقريبا بعد سنة جراب .

تعلم في مدارس الكتاتيب الوحيد في زمنه.

وتوفي وعمره 88 ســنه تقريبا.


توفيت والدته اثر مرض وهو ابن السنتان ورضع من عدت نساء وتزوج أبوه شقيقة أمه(خالته) أم جميـع إخـوانه وأخـواته فليـس له لا أخـت ولا أخ شـقيق ولـد يتيـم الأم واذكر قصة كان أبي دائما يذكـرها وهي لامـرأة لا يحضـرني اسـمها وهي من أقاربـه يقول أبي كنت ابن العشر سنين وكنت أحضى بحرص كثير من قريـباتي الأتي دائما ما يتلمسن حوائجي وجـاء العـيد وكل ابن أو بنـت قـد جهـزت له أمـه ثـوب العيـد وأنا


يتيم وإذا بهذه المرأة التي تناديني وذهبت إليها وقد جهزت لي ثوب العيد ثوب (مرودن) وهو ثوب لا يلبسه إلا من كانت حالته ميسورة وإذا بها تلبسني الثوب وأنا انطط من الفرح أفرحها الله يوم القيامة بالفردوس الأعلى أمين. وقد عبت (ملئت) جيوب الثوب احدها بالقريض والآخر بالحلوى ، وخيطت الجيوب لكي لا يسقط القريض والحلوى .

أين النساء اليوم من مثل هذه الإعمال بل أين نحن جميعاً. ارحمهم الله واغفر لهم ولوالديهم. وقد تصدق أبي لها كثيرا وكان دائما يدعو لها حتى نحن ندعو لها ونتصدق نضير ما صنعت بأبي وقد أخذت لها عمرة العام الماضي في رمضان وقلت يارب إن هذه العمرة لصاحبت الثوب المرودن.

وسمي أبي وعرف (بهجهوج) نسبة لهروبه الكثير من الدراسة (مدارس الكتاتيب) . وكان من صغره شجاعا مقداما له هيبته عند الشباب الذين في سنه وكذلك عندما كبر.


المعلومات الاجتماعية:

متزوج من زوجتين.

أبنائه (9) عبدالله، سليمان، فهد، خالد، محمد، عبدالرحمن، عبدالعزيز، يوسف ، احمد.

وبناته (4) شريفه، قماشه، منى، منتهى .

إخوانه (4) محمد، عبدالرحمن، احمد ، عبدالله

أخواته (2) أم السويلم وأم الدباسي.

وصف جسمه:

عريض المنكبين حنطي مشرب بحمره قوي البنية فيه ندبه وسط جبينه .

شخصيته :

كان قوي الحافظة ذو فراسة بمعرفة الأشباه لو رأى احد عرفه، يعرف جنسية الرجل من ملامحه يعرف الألماني والانجليزي والإفريقي والعربي هل هو مصري أو مغربي . دقيق الوصف عارف بالطرق من القصيم إلى العراق والي الأردن والي فلسطين والي مصر بوديانها وجبالها وقراها ومدنها أذهل الرجال بوصفه مدنهم وقراهم والطرق الموصلة لها وكم قرية من الإسكندرية إلى القاهرة ومن سينا إلى حيفا إلى الخليل والي عمان ومعان ووو...

إذا تكلم أسمع وإذا وصف كأنه يصور لك الطريق وإذا قص قصة كأنك تعيشها، ذو أسلوب شيق جدا .. دقيق في وصف الأماكن والرجال.

أذكر قصة حدثت وأنا معه ذات يوم ونحن في سوق الخضار بحي الربوة بالرياض. وإذا به يوقف رجل مر من إمامنا وسأله والدي هل أنت فلان فقال الرجل نعم وهو مستغرب! وسائل الرجل الوالد ومن أنت؟ فقال الوالد هل تعرف (صالح الجربوع). ونظر

الرجل إلى أبي وقال له هل هو أنت ! فرد الوالد نعم وإذ بهم يضم ويقبل كل واحد الأخر مما لفت نظر المارة لان الرجال كبار والصوت عالي وبعد إن تفرقا سألني الوالد هل تعرف يا ابني كم سنه لم أرى هذا الرجل فقلت كم فقال (40) أربعين سنه.

كان صاحب قصة وذو إلقاء وسرد شيق وكان يتمتع باسلوب قصصي جميل .

فكرة شجرة العائلة:

كان يضايقه إن عرف بأننا لا نعرف فلان من أبناء أعمامنا البعيدين فما بالكم بالقريبين. ومن هنا جاءت فكرت شجرة العائلة لكي نتعرف على أبناء عمومتنا. فهو يريدنا إن نعرف صلة قرابتنا بفلان ومن اقرب لنا من العائلة وكيف نقرب لآل فلان ومن هو أبوه ومن إخوانه ومن أبناء عمه الأقرب.

فعكف على جميع أسماء أبناء العائلة الصغار لأن الكبار يعرفهم بل هو المرجع والأعرف بالأجداد والأعمام وكان كبار السن من العائلة يسألونه عما يشكل عليهم وكان هو اعرفهم بالأنساب فعندما يسألنا عن احد إفراد العائلة ونقول له لا نعرفه يغضب غضباً شديد ويقول: ( فيه احد ما يعرف أعمامه أو عيال عمه ) وكان دائما ما يقول لنا فلان اقرب الناس لنا من العائلة وهم من اقرب أبناء عمكم وجدنا واحد وانتم من العبد العزيز ويعد لنا كيف نلتقي بهم من الأب ومن إلام وهكذا..

صلة الرحم كانت هي هاجسه وهي أساس فكرة شجرة العائلة و أفضل الطرق لمعرفة القرابة بين أبناء العم. فعكف عليها قرابة الثلاث سنوات يحصر ويدون ويربط.

تقديره لنعمة الطعام :

لقد كان أبي يحثنا كثيرا على تقدير النعمة(الطعام) ويخبرنا بان هذه النعمة لم يراها أهله بل هو لم يراها بل الناس جميعا قبل خمسين سنه لم يروها. وقد لعبنا ذات مره عند وجبة الفطور ونحن صغارا وذكرنا باحترام الطعام الذي إمامنا وهو يعد الأصناف الموجودة ودمعت عيناه وهو يقول مر زمن بنا لا نرى أي شكل من هذه الأشكال.. نبرت صوت الوالد أوقفتنا عن الضحك واللعب فهذه أول مرة أرى والدي تدمع عيناه فهو قوي صلف شديد لا تهزه الرياح والأحداث صبور من الرجال الشداد.


أول رحله له مع العقيلات :

يروي لنا عن أول رحله له مع العقيلات وهم تجار القصيم وهي رحلة تجاره أشبه ما تكون برحلة الشتاء والصيف التي كانت تقوم بها قبائل مكة والتي عمل بها رسول الله عليه الصلاة والسلام تاجرا بأموال أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها . والعقيلات رحلات تجاريه تنطلق من نجد إلى الجوف ثم إلي (الشام) الأردن و سوريا و فلسطين والعراق و مصر لبيع الإبل والتبادل التجاري وشراء ( ألتمن ) نوع من أنواع الحبوب أشبه ما يكون بالرز وكذلك يشترون التمر والبن والقهوة وغيره من الملبوسات والأقمشة ويجلبونها إلى سوق بريده بالقصيم ويبيعونها يقول الوالد : ذهبت إلى سوق البل (الجمال) في بريده وانأ ابن الثلاثة عشر سنه وكنت رث الثياب ولي شوشه وعندما وصلت السوق (المناخ) وإذا بأحد قوافل عقيل متأهبة للرحيل للعراق وكل رجل عند بعيره أو رحوله أو ناقته يربطها ويتأكد من عفشه وعزبته وزاده. والسوق مكتظ بالرجال يقول الوالد وذهبت لأمير هذه الرحلة وهو رجل معروف نسيت اسمه ولا يحضرني الآن وهو احد التجار المعروفين آن ذاك وهو يعرفني وسلمت عليه وقلت له أبي يسلم عليك ويقول خذني معك و(علمني علوم الرجال) وكانت القافلة على وشك التحرك ووافق وأخذني وكان يهتم بي طوال الرحلة وكنت ارعي الحلال إذا وقفت القافلة وأساعدهم بالخدمة.. ولم يعلم أبي(سليمان) بذهابي مع عقيل إلا بعد خمس أشهر تقريبا جاءه مرسول من الأردن يخبره إن ابنه في العراق مع فلان وهو يعمل وبصحة جيدة. يقول الوالد عدت إلى بريده بعد سنتين تقريبا وبعدها عرف والدي إن ابنه هجهوج صدق انه هجهوج. وسافر مرات عده . كان صديق دربه وشريكه أخوه من أبيه محمد رحمهم الله تعالى الذي رافقه في أكثر رحلات عقيل وكان يرسل لوالده من الشام المال والتمن واللباس لخالته وإخوانه الصغار وتوفي والده (سليمان) رحمه الله في بريده ودفن بمقبرة لازالت موجودة الآن على شارع الخبيب وهي التي دفنت بها أمه (هيله) رحمهم الله جميعا . واستمر في رحلات العقيلات حتى أصبح من أشهرهم وكان تجار القصيم يستأمنوه على أموالهم وكان يحمل خياش الذهب التي يعطونه التجار ليشتري لهم ويتاجر بها فقد كان محل ثقة وأمانه وشجاعة . عاش في زمن الملك عبدالعزيز وأبنائه سعود وفيصل وخالد وتوفي قبل وفاة الملك فهد بقليل رحمهم الله جميعا .

واستمر بتجارة العقيلات حتى آخرها حيث توقفت في بداية حكم الملك فيصل رحمه الله ثم انتقل إلى تجارة الأقمشة يجلبها من الهند والكويت وإيران والبحرين وقطر وعمان.

تجارته:

بداء حياته التجارية المنظمة هو وصديقة المعروف الشيخ : محمد عمر العمر والمعروف (بالطباش) وهو من كبار التجار حتى وفاته ويذكر انه بني أكثر من (25) مسجد ثم تفاصلا وكان دكانه في الديره بموقع يسمى الحفرة والوالد كان محله في القيصرية المجاورة لقصر الحكم وكانت تسمى(قيصرية عاشور) والقيصرية هي عبارة مجموعة محلات تجاريه على شكل طولي متقابلة من ألبلك والسقف بينهم )شينكو) وهذا كان قبل خمس وثلاثين سنه تقريبا أي عام1395هجري. ويبعد محله عن قصر الحكم (12) متر تقريبا وكان ترابيا ودخل الآن بتوسعة منطقة قصر الحكم وكانت الدكاكين المقابل له هي الجديعي والحريبي والعيسائي كبار تجار الأقمشة حاليا وكان محله على فتحتين وزاوية مطل على قصر الحكم أما التجار الآخرين على فتحه واحدة . ثم ورد (المشمع) وهو من أول من ورده للرياض أو للمملكة والمشمع هو بساط البلاستيك المعروف الذي يوضع على أرضيات المكاتب والمطابخ والممرات وله أسماء الآن كثيرة .

وعمل فترة من الزمن بالمدينة المنورة وكان أخوه محمد يسكنها وكذلك له من أبناء العم يسكنون المدينة اثنان هما الشيخ : صالح المحمد وأخوه الشيخ : سليمان المحمد الجربوع الملقب (الشراري) وكثيرا ما أشاروا عليه بالسكن بالمدينة المنورة والعمل بها. وأراد الزواج فتزوج احد بنات الشيخ/ عبدا لله راجح الراجح وهي لطيفه والدتي الكريمة حفظها الله وغفر لها ولوالديها .

بعد التجارة :

تفرغ الوالد لرحلات الصيد والتخييم بالبر مع مجموعه من أصدقاء السوق والتجارة وهم ابن عمر المعروف با (الطباش) وكذلك من أصدقائه احمد ومنصور الشريدة وأبناء المعلث إخوة ثلاثة وهم( صالح وسليمان وعلي) كانوا من خيرة الأصحاب وعبد الله الجارالله. وكان ذلك فترة من الزمن حتى كبروا وابتعدت البيوت وانشغل الناس بأنفسهم وبالأولاد والبنات ورحل من رحل. اتجه الوالد إلى المسجد وقراءة القران وقيام الليل وكان كثير العمرة . وكان زواج الوالد من والدتي من أسباب تردده إلى المدينة المنورة حتى انتقل احد أبنائه (محمد) للمدينة للعمل بها مما جعله يأتي كل رمضان بقصد الصلاة في الحرم والإشراف على سفرته داخل الحرم حتى مرض ورغب إن يسكن أخر حياته هناك قريب من الحرم و أن يموت هناك . وتحقق ما تمناه

آخر حياته:

سكن المدينة في 24/9/1420من الهجرة الموافق 1/1/2000 ميلادي تقريبا وزاد مرضه وعجزه وادخل مستشفى الملك فهد وخرج منه وهو يعاني من مرضه ولزم الفراش عدة أسابيع وكان طيلة وقته في المستشفى يقرأ القرآن أو يطلب من يقرأ له ليسمع وكان كثير ما يردد اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عن وكان إذا أشتد عليه المرض في الليل يقول (اللهم اجعلها ليلة مباركه).

وفي يوم الخميس ليلة الجمعة في منزلنا وبعد أن صلى صلاة الظهر فقد الوعي ثم صحا وفقد الوعي حتى عند الساعة الحادية عشر والنصف ليلا وكنت مستلقي بجواره وظهري على ظهره ثم نهضت وإذا به يرتعش قليلا ثم شهق وهو رافع السبابة ومات رحمه الله رحمة واسعة. وصلى عليه صلاة الجمعة الشيخ عبدالرحمن الحذيفي وكان خلفه الشيخ أبو بكر الجزائري الذي جاء إلي بيتي ليقدم واجب العزاء ودفن بالبقيع عن عمر يناهز ثمان وثمانون سنه (88) في 14/11/1421هجري ويقول من حضر الجنازة وكان قبره بالبقيع بالمربع ما قبل الأخير من جهة الشرق إن الذين مشوا معه لم ينقطعوا من البوابة الرئيسة حتى قبره ويقول خالي (إبراهيم الراجح) اعرف كثير ممن سكنوا المدينة سنين كثيرة لم أرى من يتبع جنازتهم مثل أبو سليمان(الوالد) مع العلم بأنه لم يسكن المدينة إلا سنه واحده فقط نسال الله إن يقبله بقبول حسن وان يغفر له ولوالديه ووالديهم والمسلمين آمين

وصيته لأبنائه:

المحافظة على الصلاة في المسجد و على سفرة رمضان في الحرم النبوي وعلى صلة

الأرحـام والدعـاء والـصدقـة لوالديـه ووالديهـم ولأعمـامه الذيـن لم يرزقـوا بـذرية

وكان يكتب لنا أسمائهم ودائما يدعوا ويتصدق لهم.

كتبه ابنه / محمد بن صالح الجربوع



Notice: While Javascript is not essential for this website, your interaction with the content will be limited. Please turn Javascript on for the full experience.