الفريق / عبدالله بن راشد البصيلي

السيرة الذاتية

الاسم : عبدالله بن راشد البصيلي

مكان الميلاد: البكيرية

تاريخ الميلاد: عام 1342 هـ

نشأ وتربى وتعلم وعاش مراحل الطفولة والصبا بالبكيرية والتحق بالسـلك العسـكـري

عام 1367هـ بوظيفة جندي بالحرس الملكي وبعد فترة تمت ترقيته إلى رتبـة ملازم ثانـي

واستمر بالترقيات حتى وصل إلى رتبة فريق أول وعين قائـداً للحـرس الملكي في عهـد

الملك فيصل عام 1387 هـ وواصل عمله كقائد للحرس الملكي في عهد الملـك خالد والملـك

فهد رحمهما الله وفي عام 1407هـ ت أحيل على التقاعد وعين مستشاراً بالديوان الملكي

برتبة وزير حتى عام 1419 هـ حتى أحيل على التقاعد. وقد عاصر الملك عبدالعزيز والملك سعود(رحمهما الله جميعاً) وكان مثالاً


للرجل المخلص والكفء للمليك والوطن.

يمثل البصيلي أحد اللوحات المضيئة لأبناء العائلة لقيامة بعدة مشاريع خيرية على مستوى المملكة. وأقام أعمال خيرية واجتماعية كثيرة منها بناء مساجد ومراكز غسيل كلى ومراكز تأهيل شامل في البكيرية وبريدة وحائل وشقراء وأبها وإنشاء مستشفى خاص للولادة داخل مستشفى البكيرية وإنشاء مستشفى رجال ألمع بعسير بسعة 100 سرير وكذلك بناء أكثر من 380 مسجداً ، وتوسعة مركز التأهيل الشامل بالبكيرية (القسم النسائي) وإنشاء دار تحفيظ القرآن الكريم للطالبات بالبكيرية وإنشاء مبنى للكلية الصناعية ومبنى للعلاج الطبيعي بمستشفى البكيرية متعه الله بالصحة والعافية

هجرة الجوع

ينحدر البصيلي من أسرة متوسطة أقرب إلى وصفها بالفقيرة، وقد عاش طفولته المبكرة والمتأخرة مع والده وأعمامه الأربعة في منزل طيني مع حوالي عشرين فرداً ما بين نساء وأولاد وبنات يمثلون أفراد العائلة معتبرا انه عانى العوز لدرجة انه مل حياة الزراعة في بستان الأسرة الصغير لعدم قدرته على إشباع جوعه، حيث يعمل في الحقل ويسرق سويعات من النهار ليذهب إلى معلم الكتاتيب عبد الرحمن السالم ليتلقى منه مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن وذلك قبل إقرار المدارس النظامية، وكانت مكافأة المعلم على ذلك قليلاً من أنتاج النخل سواء أكان تمراً أم قمحاً، لقد كان طالبا مسالما ومجداً في ذات الوقت وهذا ما جنبه تذوق عقاب المطوع بالفلكة التي كانت وسيلة العقاب للمقصرين والمشاغبين من الطلاب، لكنه ورغم ذلك أبدى كرهاً للمدرسة واستمر فيها حتى حصل على إجازة الدراسة من المطوع، وبعد بلوغه الخامسة عشرة من عمره راودته فكرة الهجرة إلى الرياض بحثا عن عمل ينسيه عذابات الطفولة التي قضاها في مسقط رأسه البكيرية طوال عقد ونصف، لقد كان الجوع هو دافعه لترك قريته والتوجه إلى الرياض.

حياته العملية

بدأ البصيلي حياته العملية جندياً في الحرس الملكي في عهد الملك المؤسس ليتدرج في الوظائف والرتب ليصبح في عهد الملك فيصل قائداً للحرس الملكي ليواصل نفس عمله في عهد الملك خالد ثم عهد الملك فهد إلى أن أحيل إلى التقاعد من هذا المنصب في عام 1407هـ وهنا يذكر البصيلي ظروف إحالته للتقاعد: «في عهد الملك فهد أصبت بمرض سافرت بسببه إلى مصر والهند وباكستان للعلاج، علم الملك بذلك وأمر بإرسالي إلى أمريكا وقال حينها لماذا تعالج في مصر والهند وباكستان العلاج في أمريكا أفضل، سافرت إلى هناك ومكثت في الولايات المتحدة الأمريكية شهرين وعدت دون أن اشعر بأي تحسن، قبلها وعندما كنت في المستشفى بأمريكا هاتفة ولي العهد آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز وعرضت عليه رغبتي في أحالتي للتقاعد، نقل الأمير عبد الله هذه الرغبة للملك فهد لكنه رفض ذلك قائلاً: «لن نحيله للتقاعد وهو مريض، إن شفي من مرضه فلا نريد غيره، وإن لم يشف أحلناه، ولعل الله ما أراد أنني أُشفى من مرضي" فكلم الملك فهد رئيس الديوان الملكي في عهده محمد النويصر وقال: "اسألوه هل يريد الإحالة إلى التقاعد، وهل هي رغبة أكيدة ونهائية فأجبت بالقبول»، وبالفعل تم إحالته إلى التقاعد من منصبه كقائد للحرس الملكي وتعيينه مستشاراً بالديوان الملكي برتبة وزير وهو وفاء من الملك فهد إلى الرجل الذي خدم الوطن لعدة عقود، ثم أحيل الى التقاعد من منصبه المدني لظروفه المرضية وذلك عام 1419 هـ.

من مصر كانت الانطلاقة

عن ذلك يقول البصيلي » : في عام 1397هـ، أُصبت بمرض، وذهبت للقاهرة في رحلة علاجية، ومع طول الوقت والانتظار أثناء إقامتي هناك، كنت أشعر بالملل أحياناً من المدينة، فأذهب إلى القرى والأرياف، وعندما تحين الصلاة، كنت أصلي مع القرويين والفلاحين في المكان الذي أتواجد فيه في أماكن مكشوفة، حيث لا يوجد مساجد، فأراد الله سبحانه وتعالى أن أعمل شيئاً هناك. ومنذ سنة 1397هـ، حتى عام 1416هـ ، نفذنا بتوفيق الله أكثر من 195 مسجداً، ولا يزال التنفيذ جاريا هناك ولله الحمد.

في عام 1403هـ، اتجه رفيقي الذي كان وكيلي في بناء المساجد في مصر إلى سورية، ومكث هناك ما لا يقل عن اثني عشر عاما، حيث نفذت في القرى السورية حسب ما تم جرده ورصده أكثر من 85 مسجدا، وهي ليست بتلك المساجد الكبيرة، لكن فيها البركة بإذن الله، حيث تستوعب من 200 إلى 300 مصلِ، وهي مساجد مجهزة بجميع مرافقها».

لا للحديث عن مشاريعه

ويرفض البصيلي الحديث عن مشاريعه أو حتى كتابة اسمه عليها لكن في عام 1417هـ ومع إلحاح البعض عليه بضرورة الإشارة إلى ذلك قبل ذلك مُكرهاً عندما أُقنع بأن ذكر اسم منفذ أي مشروع خيري أو إنساني سيحفز المقتدرين على أن يقتدوا به ويقوموا بعمل مشاريع مماثلة.

وحول ذلك يقول البصيلي (كنت حتى عام 1417هـ لا أقبل كتابة أسمي على المساجد التي أبنيها أو المشاريع التي أنفذها وسألت المشايخ وعلماء الدين فقالوا لي: لا بل أذكر اسمك حتى يُدعى لك بالخير، وحتى تحرك أهل القدوة لفعل الخير، فقد يتأثر بعضهم ويقوم بمشاريع مماثلة.

رسالته للمقتدرين

ويوجه البصيلي رسالة لكل مقتدر على فعل الخير بأن يفعل شيئاً قبل أن تطوله يد المنون: » الشيء الذي أجزم به، أنه لا يوجد مسلم قادر وصل إلى جمع المادة بعقل وقدرة إلا وهو يعلم الحسن من غير الحسن، ويعلم الحرام من الحلال، وعليه أن يستعيذ من الشيطان، ويتوكل على الله ويساهم في أعمال الخير والبر وهي أبواب واسعة، كما أن عليه أن يتذكر دائماً أن هناك حياة وموتاً وآخرة، فلا بد لكل قادر بل كل مخلوق أن يقدم شيئاً ولو كان بسيطاً عسى الله أن ينفع به.»

تقدير من ملك

حمل خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (عندما كان ولياً للعهد) موجه إلى الفريق أول عبدالله بن راشد البصيلي عبارات الشكر والتقدير لما قام ويقوم به البصيلي من أعمال خيرية في السر والعلن معرباً عن أمله أن يكون ذلك قدوة للآخرين للقيام بمثل هذه الأعمال الإنسانية التي ستبقى ذخيرة له عند الله.

وفائه لزوجته

قدم الشيخ عبدالله البصيلي لمسة وفاء لزوجته الراحلة ( أم عبدالرحمن ) عندما قرر إنشاء 20 مسجدا ووقف عشرة بيوت لسكنى الأيتام ومحطة نفط والتصدق بست شاحنات مليئة بالأرزاق من أرز ومواد غذائية وجعل ثواب ذلك لزوجته الراحلة .

وقال الشيخ عبدالله البصيلي عن ذلك : (عندما توفيت زوجتي أم عبدالرحمن رحمة الله عليها أردت أن أقدم لها شيئاً ينفعها نظير حسن معاشرتها لي أثناء حياتها فسألت أحد المشايخ وشرحت له الوضع وطلبت منه النصح والإرشاد وأشار علي جزاه الله خيراً أن أبني مسجداً وأجعل أجره وثوابه لها وما استطعت من أعمال البر، فأخذت بنصحه وتوكلت على الله وقمت ببناء عشرين مسجداً ، عشرة منها في مدينة تبوك والعشرة الأخرى في مدينة الطائف ، ووقفت لها عشرة بيوت في مصر مخصصة لسكنى الأيتام، وكذلك وقفت لها محطة نفط في شارع التحليه في مدينة جدة وتصدقت لها بست شاحنات من الأرزاق والمواد الغذائية) .

مباركة الأسرة لأعماله الخيرية

لعلها مصادفة ان يرزق الشيخ البصيلي الذي ارتبط بزوجتين بـ14 من البنين والبنات، منهم 6 من الذكور، و8 من الإناث، 3 أولاد، و4 بنات من كل زوجة. ولا يشعر أفراد الأسرة بأي غضاضة بخصوص توجه والدهم الخيري والإنساني وصرفه الملايين على المشاريع الخيرية المختلفة واكتفائه بالصرف على نفسه من راتبه التقاعدي، بل ان الجميع يباركون خطواته، ويشيدون بتجربته مع العمل الخيري والإنساني، وفي أحيان كثيرة يقدمون له مقترحات بشأن تطوير هذه الأعمال وتوسيعها، كما يمدونه بأسماء أشخاص محتاجين للمساعدة لا يتردد الشيخ في ضمهم لقائمة المستفيدين من خدماته وأعماله ومشاريعه المختلفة.

ولعل رد الشيخ على أحد معارفه من الشباب عندما دخل معه في حوار لا يخلو من الدعابة يؤكد ذلك، عندما ألمح الشاب للشيخ بالقول: لو كنت أبي لحجّرت عليك وعلى أموالك، كيف تصرف هذه الملايين هكذا، أسرتك أولى بها، فجاء رد الشيخ: الحمد لله انك لست ولدي!



Notice: While Javascript is not essential for this website, your interaction with the content will be limited. Please turn Javascript on for the full experience.