جربوع " الروغاني "

نبذة عن تاريخ عائلة الجربوع بالروغاني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:

قبل الكلام على تاريخ أسرة الجربوع بـ"الروغاني"، أرى مِن المناسب إعطاء نبذة عن قرية "الروغاني" التي لها مكانتها في التاريخ القديم وفي قلوب قاطنيها، الذين يُعدّ أبناء عائلة الجربوع أكثريتهم.



الموقع الجغرافي لضاحية "الروغاني":

تقع قرية "الروغاني" شمال محافظة عنيزة، يحدّها من الشمال وادي الرُّمَة، يحاذيها من جهة الشمال الغربي ويُسمَّى (وادي الجناح)، ومن جهة الشمال والشمال الشرقي ويُسمَّى (وادي بو علي)، ويمرّ بينها وبين الوادي طريق حاج البصرة القديم. وقد أصبحت "الروغاني" الآن بعد التوسع العمراني ضاحية من ضواحي عنيزة الشمالية.

وتشتهر "الروغاني" بوفرة مياهها وصلاحيتها للزراعة، وخصوبة تربتها؛ وكان يمرّ من خلالها نهر صغير يُسمَّى (النُّهَيْر) من جهة حلبان شمال عنيزة؛ ولذلك استوطنها الناس في القديم، وكثرت فيها الزراعة، وورد ذكرها والإشارة إليها وإلى بعض مَن سكنَها في الشعر القديم والحديث. ومما قيل فيها من الشعر المعاصر:

قرية بالوصف شرقٍ عن الوادي

سكانها الجربوع للخير وُرَّاد

أهل الوفا والصّخا قرمين الأولادِِ

وكان استقرار جدّ أسرة الجربوع بالروغاني (محمد بن منصور) -رحمه الله- في المزرعة التي تُسمَّى "العودة"، والتي يدخل في ميراثها اليوم كلّ أفراد عائلة جربوع الروغاني، ما عدا الذين باعوا نصيبهم، والتي تقع شمال منزلة "الروغاني".

أمراء "الروغاني" من الجربوع:

في البداية كانت "الروغاني" وما جاورها تابعة لإمارة عنيزة، ولم يكن لها أمير مستقل.

ثم عيَّن أميرُ عنيزة عبدُ الله بن خالد السليم - رحمه الله - عام 1335هـ العم حمد بن محمد بن منصور الجربوع - رحمه الله - أميراً على "الروغاني"، واستمرّ حتى عام 1380هـ.



حمد محمد المنصور رحمه الله


وكان رجلاً حليماً عاقلاً عالماً بمعالم الأرض وحدود المزارع ومُلاكها واشتهر بالطب الشعبي، وكان يزوره ويستشيره أهل الروغاني وقاطنو الوادي وغيرهم قبل وبعْد تعيينه أميراً على "الروغاني". وقد عرف بزهده وورعه حيث نشأ وعاش وتوفي في بيت طين في مزعة العودة عام 1408هـ عن عمر ناهز 105 عام.


إبراهيم حمد محمد المنصور

أمير الروغاني السابق


وعند صدور المرسوم الملكي بتعيين أمراء للقُرى والهجَر في عام 1380هـ، ونظراً لكبر سنّ العم حمد الجربوع رحمه الله، طلب منه أمير عنيزة خالد بن عبد العزيز السليم - رحمه الله - أن يُرشِّح أحد أبنائه ليخلفه على إمارة "الروغاني"، فقدّم ابنه إبراهيم بن حمد، ليكون أميراً بعد والده. وبعد تعيينه استقطع جزءاً من منزله الطيني الذي بناه في مزرعة "العودة" في بداية إمارته، ليكون مكتباً للإمارة، وظل أميراً حتى عام 1409هـ.



وفي عام 1411هـ، تم تعيين ابنه محمد بن إبراهيم بن حمد رئيساً للمركز إلى أن توفّي رحمه الله عام 1426هـ.

ثم كُلِّف محمد اليحيى بن خالد السليم لمدة عامين، إلى أن تمّ تعيين عبد الرحمن بن إبراهيم بن حمد رئيساً لمركز "الروغاني" ولا يزال إلى الآن.


عبدالرحمن إبراهيم الحمد

رئيس مركز الروغاني


الجد الأول لأسرة الجربوع بالروغاني:

وُلد جدّ عائلة الجربوع منصور بن عبد الرحمن في البكيرية، وكان لوالده مزرعة بـ"البُصر"، ولما بلغ منصور مبلغ الرجال عرض عليه والده أن ينتقل إلى "البُصر" ويكون فلاحاً في مزرعته هناك. فانتقل إليها مع زوجته شايعة بنت عبد الله بن منصور الجربوع (جد عائلة البصيلي) بالبكيرية، ومعه أبناؤه: محمد (جدّ جربوع الروغاني)، وأحمد وعبد الله. ولم ينجب من أبنائه الثلاثة إلا محمد، الذي تزوّج زوجته الأولى وهو في "البُصر" من عائلة "السحيم"، ورُزق منها بابنه البِكر منصور الذي سافر مع قوافل العقيلات قبل وقعة "المليداء" بعدة سنوات إلى الأردن، واستقر وتوفي رحمه الله فيها، بعد أن أنجب ابنه الوحيد محمداً من زوجته نورة بنت عبد العزيز العليان، وكان والدها قد سافر مع عقيلات بريدة إلى شمال الأردن. وتزوج امرأة من قبيلة بني حسن الأردنية واستقر عندهم. ولعلنا نتحدث -إن شاء الله- في عدد قادم عن سيرة وحياة منصور بن محمد بن منصور وابنه محمد في الأردن.



في نهاية العقد الأخير من القرن الثاني عشر للهجرة، انتقل محمد بن منصور (جدّ جربوع الروغاني) من "البُصر" إلى شمال عنيزة (الروغاني) لطلب الرزق، وعمل فلاحاً عند سليمان الفنيخي لعدّة سنين، ثم عرض عليه سليمان أن يزوِّجه ابنته ويتصبّر له (يستأجر) المزرعة المسمّاة "العودة". فوافق محمد بن منصور على ذلك، وتزوّج ببنت الفنيخي، وتصبّر أرض العودة لمدة خمسمائة عام مقابل (85 صاع برّ) كلّ سنة، كما ذكرت الوثيقة التي كتبها وشهد عليها محمد بن سليمان بن عبد العزيز البسام عام 1301 هـ .

وقد رُزق محمد بن منصور في الروغاني بثلاثة أولاد هم: حمد وصالح وعبد العزيز من بنت الفنيخي، بالإضافة إلى ابنه منصور الذي وُلد بـ"البُصر" وسافر إلى الأردن كما تقدّم. وكلّ جربوع الروغاني تفرعوا من هؤلاء الأربعة.



وكانت مزرعة "العودة" تؤمِّن لمحمد بن منصور وأبنائه قوتَهم؛ حيث غرس فيها النخل، وكان يزرع فيها القمح والخضروات والبرسيم، وبنى فيها مسجداً من طين يؤذِّن فيه ابنه عبد العزيز، ويؤم فيه ابنه حمد الذي أصبح أميراً على "الروغاني" كما تقدّم.

وقد توفّي محمد بن منصور (جد جربوع الروغاني) في حدود عام 1310هـ؛ كما أفاد العمّ عبد الرحمن بن صالح بن محمد أنّ وفاة محمد بن منصور كانت عندما ارتفع النخل عن الأرض، وأصبح أولاده أشبالاً يساعدون أهلهم في بعض المهمّات، وأنّ أكبَرهم كان في حدود عشر سنين، والله أعلم.

وتذكر بعض الوثائق الخاصة بالعودة أن محمداً بن منصور قد أوصى بثلث نخل "العودة" بعد وفاته في أعمال البر، وأوصى بأضحية دوام له، وأضحية لأمه شايعة، وأضحية لأبيه منصور، وزوجتيْه موضي بنت حمود السحيم والدة ابنه منصور، وأختها مريم السحيم، وزوجته بنت سليمان الفنيخي. كما خصّ إخوته عبد الرحمن وأحمد وأخواته رقية وخديجة كلاً بأضحية دوام.

وبعد وفاة سليمان الفنيخي رحمه الله اشترى أبناء محمد بن منصور وأحفاده - حسب وثائق المبايعات - أسهم ونصيب ورثة الفنيخي والقدهي في مزرعة العودة عام 1328هـ وعام 1333هـ وعام 1355هـ.

ولا تزال مزرعة "العودة" عامرة يفلحها أحد أبناء العائلة، ويوزّع مِن وقْفها على جميع فروع عائلة جربوع الروغاني.


عبدالعزيز صالح محمد المنصور


الجدير بالذكر أن (النقرة) مــزرعـــــة الـعــــم عـبـدالـعــزيـــــز الصالح المحمد المنصور، أطال الله في عمره، تشكل ملتقى اغلب جربوع الروغاني والتي يقيم فيها عشاء عيد رمضان وعيد الأضحى كل عام منذ ما يزيد عن ربع قرن، وكذلك يجتمع فيها نفر من الـــعــــائـــلـــة والأصـــدقــــاء كــل يـــوم عـلـــى قـــهــــــوة بـيـــن (العشاوين) وكذلك يقيمون فيها عشاء مساء كل يوم خميس .


سليمان عبدالعزيز محمد المنصور

رحمه الله



محمد منصور محمد المنصور

رحمه الله


فعائلة جربوع الروغاني هم ذرية (محمد بن منصور بن عبد الرحمن) وهم:

- أبناء منصور بن محمد بن منصور بن عبد الرحمن، وأحفاده.

- أبناء حمد بن محمد بن منصور بن عبد الرحمن، وأحفاده.

- أبناء عبد العزيز بن محمد بن منصور بن عبد الرحمن، وأحفاده.

- أبناء صالح بن محمد بن منصور بن عبد الرحمن، وأحفاده.





وفي الختام، أرجو أن أكون قد وفقت في تقديم نبذة واضحة عن تاريخ عائلة الجربوع في الروغاني. وأعتذر عمّا قد يكون فيها من الخطأ، علماً أنّني اعتمدتُ في إعداد هذه النبذة على المصادر الآتية :

- بعض الوثائق والوصايا التي أخذتها من العم عبد العزيز بن صالح بن محمد المنصور.

- بعض المعلومات التي زوّدني بها رئيس مركز الروغاني عبد الرحمن بن إبراهيم الحمد.

- بعض الإضافات التي أضافها الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح، عند مراجعته لهذه النبذة.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أخوكم: ناصر بن محمد بن منصور بن محمد بن منصور بن عبد الرحمن (ابو نواف).





Notice: While Javascript is not essential for this website, your interaction with the content will be limited. Please turn Javascript on for the full experience.